وجد باحثون أستراليون في الأحياء البحرية من جامعة جيمس كوك أن صغار أسماك مرجان الحيد البحري تعود على الأغلب إلى مواطنها بعد قضاء أسابيع في المحيط ضالة الطريق وهي يرقات صغيرة، وفقاً لتقرير بثته قناة ناشيونال جيوغرافيك.
وفاجأ سلوك العودة هذا علماء راقبوا أسماك صخور الحيد البحري في المياه المجاورة لـ"بابوانيوغينيا"، ويرون أنه قد تكون له نتائج هامة على مستوى تصميم المصايد والمحميات البحرية.
وكان الباحثون والمسؤولون عن المصايد البحرية قد سعوا طويلاً وراء معلومات أفضل عن الطريقة التي تنتشر بها الأسماك اليافعة في المحيط، علما أن متابعة مصير يرقات الأسماك أمر بالغ الصعوبة، لأنها أصغر بكثير من أن تحمل أصغر بطاقات التتبع الإلكترونية.
تتبع كيميائي:
ولتفادي هذه الصعوبة استخدم فريق البحث الأسترالي -الذي يقوده غلين أولماني ونشرت نتائج بحثه مجلة سيانس- أسلوبا "كيميائياً" جديداً لرصد وتتبع الأسماك منذ مرحلة البيض داخل أجسام الأمهات.
ولدى العثور على الأسماك اليافعة المتتبعة كيميائياً فيما بعد، وجد الباحثون أنها تعود إلى مكان مولدها.
وفي حيد صخري صغير جداً، وجد الباحثون أن 60% من الأسماك اليافعة المستقرة مؤخراً هناك هي من ذرية نفس الأسماك البالغة التي كانت تعيش في الموقع نفسه من قبل.
ويقول الدكتور أولماني إنه وفريقه صدموا عندما وجدوا كثيرا من يرقات الأسماك قد عادت إلى الحيد البحري الذي عاش فيه والداها بعد أن ضلت 38 يوماً في مياه المحيط المفتوحة.
ووجد الفريق الأسترالي أفضل منظومة حيد مرجاني، وأفضل طريقة للرصد والتتبع، وأنواع الأسماك المناسبة لأجل اختبار نظريات المحميات تجريبياً.
نتائج مفاجئة:
وجاءت نتائج الفريق مفاجئة جداً وهامة جداً أيضاً، فالنتيجة التي مفادها أن المجموعات السمكية في الحيد المرجاني تتوالد في معظمها محلياً تعني أن فوائد المحميات البحرية قد لا تمتد بعيداً كما كان يؤمل منها.
بيد أن الهدف المعلن من تأسيس محميات بحرية عديدة هو أنها يمكن أن تكون مصدراً لليرقات اللازمة لإعادة زرع الحيود البحرية المعطوبة في الجوار بالكائنات البحرية والأسماك.
وهكذا هناك حاجة ربما إلى زيادة الجهود لحماية الأسماك التي تتكاثر خارج نطاق المحميات البحرية تفاديا لمزيد من المناطق الميتة في الحيود البحرية عالمياً.