إن الملجأ "Refugium" هو أحد مكونات الترشيح الأساسية، إذ يحتوي على عدة عناصر مثل طبقة الرمال والصخور الحية والطحالب البحرية حيث تقوم هذه المكونات بتحويل وامتصاص الملوثات من مياه الحوض الرئيسي بشكل طبيعي، وهي واحدة من أروع الطرق وأكثرها فعالية للتعامل مع النترات والفوسفات الزائدة التي يمكن أن تتراكم في حوض الشعاب المرجانية. عندما يتعلق الأمر بإنشاء ملجأ "Refugium"، فإن اختيار الوسائط المناسبة أمر بالغ الأهمية لفعاليته، يمكن للملجأ المصمم جيدًا أن يعزز الترشيح البيولوجي وتصدير العناصر الغذائية الغير مرغوبة ويحافظ على صحة الحوض بشكل عام.
فيما يلي بعض الخيارات التي يمكن أن يحتويها الملجأ لتحقيق أفضل النتائج:
1 - الركيزة: إن الرمال العادية مناسبة تمامًا كركيزة، ولكن طين الملجأ "Refugium mud" هو الخيار الأفضل، يعد طين الملجأ مفيدًا للغاية فهو ذو حجم وملمس مثاليين للكائنات الحية الدقيقة للحفر والتكاثر، إضافة إلى أن حجم الحبيبات الدقيقة والطبيعة الكثيفة للطين تخلق مناطق لا هوائية فعّالة، إن مزيجاً من الطين والرمال العادية بارتفاع يصل إلى 10 سم أو أكثر سيكون مناسباً تماماً لهذه الغاية.
2 - ركام من الصخور الحية: ركام الصخور الحية هو خيار شائع للملاجئ، فهو يوفر سطحًا مساميًا كمستعمرة للبكتيريا المفيدة، ويدعم نمو مجدافيات الأرجل ومزدوجات الأرجل، هذه الكائنات الصغيرة ضرورية لنظام بيئي بحري صحي.
3 - الوسائط الخزفية "Ceramic Media": تأتي الوسائط الخزفية بأشكال مختلفة ككتل أو ألواح أو كرات، وهي مسامية للغاية، مما يسمح باستعمار بكتيري ممتاز.
4 - الطحالب البحرية الكبيرة "Macroalgae": الطحالب الكبيرة هي مكون حي يؤدي عدة وظائف، فهو يمتص العناصر الغذائية الزائدة مثل النترات والفوسفات، ويوفر المأوى للحيوانات الدقيقة، ويساهم في تحسين جودة المياه بشكل عام، تحظى طحالب التشيتومورفا "Chaetomorpha" بشعبية خاصة بسبب نموها السريع وامتصاصها الجيد للعناصر الغذائية، وهناك أيضا خس البحر "Sea Lettuce" و الكوليربا caulerpa، وطحالب البوم بوم "Gracilaria hayi" و العديد من أنواع الطحالب الكبيرة الأخرى التي تؤدي نفس الوظيفة.
وهناك أيضاً أشجار المانغروف "Mangorove" والتي تعد خيارًا رائعًا ولكنها تتطلب المزيد من الرعاية الإضافية، لذا تأكد من أنك على استعداد لبذل جهد إضافي ولديك المساحة اللازمة لزراعة أشجار المانغروف.
بعض من أنواع الطحالب البحرية والتي يمكن زراعتها في الملجأ
هناك مجموعة متنوعة من الطرق للتحكم في النترات NO3 وأيضاً الفوسفات مثل التبديلات الجزئية و المتكررة للماء، والتغذية المقتصدة، ووسائط الترشيح الكيميائية والميكانيكية، وحتى بعض المحاليل البكتيرية عالية الفعالية. ومع ذلك فلا شيء أسهل من الملجأ فبمجرد إزدهار الطحالب داخله، كل ما عليك فعله هو إزالة حفنة منها وستأخذ معها تلك العناصر الغير مرغوبة والمحتجزة داخلها.
الطريقة التي يعمل بها هذا الأمر هي أن مخلفات الأسماك و الأطعمة الزائدة في الحوض ستتحلل في النهاية إلى نترات وفوسفات زائدة، و هذه المركّبات عبارة عن أسمدة نباتية تعمل عند دمجها مع الضوء على تعزيز نمو الطحالب. و بدلاً من زراعة هذه الطحالب في الحوض الرئيسي، تتمثل الفكرة في زراعة الطحالب الكبيرة "Macroalgae" في حجرة ترشيح خاصة تسمى الملجأ لاستهلاك تلك العناصر الغذائية الإضافية "Nutrients". في بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه الطريقة فعالة للغاية لدرجة أن الملجأ قادر على تجريد المياه من جميع آثار تلك العناصر الغذائية تقريبًا ولكن يمكن تجنب ذلك بسهولة.
أشكال مختلفة من إضاءة الملجأ لبعض الشركات
إنارة الملجأ: إن ضوء الملجأ القوي المزوّد بالتحكم التلقائي أمرًا ضروريًا للنجاح. لحسن الحظ، فإن إضاءة الملجأ هي عملية سهلة جدًا فأنت بحاجة للكثير من الضوء وتريده باللون الأفضل لعملية التمثيل الضوئي، وهذا يعني أن اللون عادة ما يكون في نطاق 3500-6500 كلفن.
ويفضل حجز الضوء ضمن مساحة الملجأ فقط وليس فوق الحوض السفلي "Sump" بأكمله، فأنت لا ترغب في نمو الطحالب خارج الحجرة المخصصة للملجأ، و يمكنك تحقيق ذلك باستخدام حواجز بلاستيكية سوداء على جانبيً الحجرة المخصصة للملجأ، فهي تمنع الضوء من الوصول إلى الأقسام الأخرى من الحوض السفلي.
أفضل الخيارات هي مصابيح LED المصممة لنمو النبات، مثل مصابيح LED المخصصة للزراعة المائية "Hydroponics"، وهي جيدة في توجيه أكبر قدر ممكن من الضوء إلى الملجأ، يمكنك جدولة عدد ساعات عملها اليومي، فالجدول الزمني للضوء سيساعدنا على التحكم بكمية العناصر الغذائية التي يزيلها الملجأ، يمكن استخدام جداول إضاءة طويلة تصل إلى 18 ساعة لتحقيق أقصى قدر من إزالة العناصر الغذائية بينما يمكن استخدام جداول إضاءة قصيرة تصل إلى 6 ساعات لتقليل إزالة العناصر الغذائية إلى الحد الأدنى، يحب بعض الأشخاص وضع جدول زمني معاكس لجدول أضواء الحوض الأساسي لتقليل تقلبات الرقم الهيدروجيني الناتجة عن عملية التمثيل الضوئي وتأثيرها على ثاني أكسيد الكربون (وهو ما يسمى التمثيل الضوئي العكسي).
تتمتع الملاجئ ببعض الفوائد الإضافية بما في ذلك زيادة التنوع البيولوجي، و توفر الظروف المناسبة لمجدافيات الأرجل "Copepods"، ومزدوجات الأرجل "Amphipods"، ومختلف الحيوانات الدقيقة الأخرى للنمو والتكاثر، إذ تعتبر هذه الكائنات الصغيرة مفيدة جدًا لحوض الأسماك فهي تساعد في الحفاظ على الوسط البيئي نظيفاً ومستقراً، إضافة لاعتبارها غذاءً جيداً للأسماك.
تذكر أن الاختيار الأفضل يعتمد على أهدافك المحددة وحجم الحوض والمساحة المتاحة، فكر في مزيج من هذه الخيارات لإنشاء ملجأ متوازن ومزدهر.
